ملخص الفيلم

بعد أكثر من عقدين من الزمن في خدمة الإذاعة الوطنية التونسية،يخرج  يوسف الى التقاعد.

 يستمع الى ان هناك في مكان ما في سيدي بوزيد  شابا أحرق نفسه

  لم يؤثر هذا الخبر في يوسف ولم يغير شيئا في طقوسه و عاداته اليومية .. حيث استقبل يومه هذا  كعادته بإيقاع ممل رتيب  ميز طول حياته التي يقضيها متنقلا بين حانة  "سانت جورج"  والإذاعة.

 و مثل كل صباح دخن سيجارته  أمام النافذة المفتوحة، وشرب قهوته التركية الباردة  قبل ان يلقي نظرة في مرآته المشروخة  على   جسده النحيل الذي انهكه التعب

خلال هذا اليوم أمل، زوجته، لا تزال تجد في اللجوء الى الصلاة ملجأ للصبر على المرض الذي ألم بها و.تستعد لاستقبال نحو خمسين المرأة مدعوات إلى منزلها ليلتها  في اطار نادي الموسيقى

اما عزيزة، الابنة الصغرى، فهي تعيش بعيدا تماما عن إيقاع حياة الاسرة وقيمها  فهي  شغوفة بشرب  الكحول كوالدها و مغرمة بالموسيقى الصاخبة مع صديقها  سليم.

كما ان له شقيقا أكبرا هو  أمين، الذي تعرض للقمع من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بعد حادثة 11 سبتمبر، لكن هذا لم يمنعه من الذهاب  إلى المسجد ومحاولة  نصيحة عائلته لإتباع الطريق السوية و الأفضل.

في تلك الليلة اراد يوسف ان يشير  إلى الحادثة التي وقعت في سيدي بوزيد، لكن تم قطع حصته المباشرة  "تونس ليلا" بأمر من مدير الإذاعة الذي جاءته  تعليمات للتطبيق من السلط  العليا

ولدى خروجه من الاذاعة ليلا تم اعتقاله حيث قضى  بضع ساعات في  الاستجواب.

في ذلك المساء تنتحر ابنته عزيزة في غرفتها،  بعد سلسلة من خيبات الأمل.

و يهرب يوسف  تاركا عائلته في هذه المدينة التي لم تعد تعرف احدا  ...